«الموت بغزة موتان».. الجوع يقتل الأطفال الهاربون من القصف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الأشهر الماضية وجهًا آخر من المأساة الإنسانية وواقع مرير يتربص فيه الموت بأطفال غزة بين جنبات المعاناة، محاصرين بين طلوع شمس الجوع وغروبها مع قصف متواصل يهدد حياتهم كل لحظة.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة تُطلق نداءً لجمع 2.8 مليار دولار للاستجابة الإنسانية بفلسطين

ويعيش سكان القطاع المنكوب، تحت ظلال الحرب التي دخلت شهرها السابع، لتتفاقم المآسي بشكل مروع في كل اتجاه، ليظل الأطفال هم "الحلقة الأضعف" في هذا الصراع الدامي تُلاحقهم آفة الحرب والحصار..

من شمال القطاع لجنوبه.. مرارة الجوع «تحدق» بأطفال غزة

ووفقًا لأرقام منظمة "اليونيسيف"، فإن أكثر من 11 ألف طفل استشهدوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية الغاشم، ولكن الموت ليس الشيء الوحيد الذي يتربص بحياة أطفال غزة، فالجوع يهدد حياتهم أيضًا، حيث لم تتحمل أجسادهم الصغيرة مرارةالجوع في ظل انعدام كل مستلزمات البقاء على قيد الحياة.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يمكن أن تشهد غزة مزيدًا من الوفيات بسبب سوء التغذية، حيث يعاني 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية في شمال القطاع أسوأ أنواع سوء التغذية الحاد في العالم. 

وفي جنوب القطاع المكلوم، حيث تصل المساعدات بشكل أفضل نسبيًا، فإن 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد أيضًا، وذلك بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

كما كشفت الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، عن تفاقم معاناة الأطفال في غزة مع تزايد عدد الأيتام والأطفال الذين فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم بسبب الحرب الدامية، وأفادت التقديرات بأن حوالي 17 ألف طفل أصبحوا في هذه الحالة المأساوية حتى اللحظة.


جراح نفسية عميقة تقتل ذاكرة أطفال غزة

كما يعاني أطفال غزة من جراح نفسية عميقة، بعدما أثرت الحرب الإسرائيلية على ذاكرتهم بأبشع الصور على مدار الأشهر الماضية، مما خلف لديهم بما وُصف بـ"الهلاك النفسي والمعنوي" الذي قد لا يندمل حتى وإن وضعت الحرب أوزارها.

وأفادت "اليونيسيف"، بأن جميع أطفال غزة تقريبًا أي مايقرب من مليون طفل صغير في حاجة ماسة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.

حيث يواجهون كل يوم آفة الحرب والحصار.. وحياة كل منهم مُعلقة بخيط رفيع، يتقاطع مع واقع مليء بالمخاطر في ظل الظروف القاسية والمأساوية التي يواجهونها، مما يُظهر مدى الأثر النفسي الضار أيضًا الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأطفال في القطاع المنكوب.